- الحاجز يكبر، لا أستطيع أن أعبّر أو أن أريك كم أنا سعيد.. أعلم أنه
أنتِ، ولكنني لا أستطيع بلوغك، هل تفهمين؟
- أفهم جيدًا..
- أنا خارج ذلك الحاجز عليّ أن أترك
نفسي خارجًا.. لقد هربت.. أنا الآن بعيد جدًا
- أعلم كم هو غريب هذا الشعور
- نعم إنه غريب.. أود أن أكون دافئًا..
حنونًا.. حيًا.. إنني بحاجة إلى الانتقال، ولكنكِ تعلمين كم أنا خائف..
- إنه أشبه بالحلم، تريد أن تتنقل
ولكن لا تستطيع.. ساقاك وذراعك ثقيلة وعصيّة.. تحاول التحدث فلا تستطيع
- أنا خائف من الذل. إنه بؤس سرمدي،
لقد قبلت الذل، وتركته يغوص في داخلي.. هل تفهمي؟
- نعم أفهم.
- إن الفشل فظيع، يظن الناس أن من
حقهم أن يملوا عليك ما تفعل، وازدرائهم حسن النية.. تلك الرغبة القصيرة للدهس على كل
ما هو حيّ
- لا تحتاج إلى...
- أنا ميت. كلا لست كذلك، تلك ميلودرامية.
إنني لست ميتًا على الإطلاق، ولكنني أعيش بدون احترام للذات. أعلم إن ذلك يبدو سخيفًا..
سطحيًا. معظم الناس عليهم أن يعيشوا بلا احترام لذواتهم، ذلّ في الصميم، عنف واضطهاد
إنهم أحياء. وذلك كل ما يعرفون. إنهم لا يجدون بديلاً حتى وإن وجدوا، لا يحاولون الوصول
إليه.. هل يمكن أن يكون الإنسان مريضًا بالذل؟ أم هو داء قد أصابنا جميعًا؟.. نحن نتحدث
كثيرًا عن الحرية، أليست الحرية سمّا لكل ذليل؟ أم أن تلك الكلمة هي مخدر يستعمله الذليل
ليكون قادرًا على التحمل؟ لقد عشت كذلك في الماضي.. لقد استسلمت، لا أستطيع التحمل
أكثر، إن الأيام تمضي، إنني أمتلئ بالطعام، وأتغوط الفضلات، وأنطق بالكلمات.. ضوء الصباح
الذي يطلع عليّ كل صباح لأنهض النوم الذي تطاردني فيه الكوابيس أو الظلام المحفوف بالأشباح
والذكريات. هل أثار انتباهك يومًا أن الأشخاص الأسوأ حالاً هم الأقل شكوى؟.. وفي النهاية
هم هادئون تمامًا، إنهم مخلوقات حية بأعصاب وعيون وأيدي جيوش كاملة من الضحايا والجلادين..
الضوء الذي يشع ويهبط بشدة.. البرد القادم.. الظلام.. الحرارة.. الرائحة.. لقد فات
الأوان لكل شيء.. لقد فات الأوان..
.
.
مشهد من
فيلم: The passion of Anna
(1969)
الحوار لـ: ماكس فون شادو و ليف أولمان
تأليف
وإخراج: إنجمار بريجمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق