الجمعة، 8 مارس 2013

نساء ماليانو المتحررات


رواية: نساء ماليانو المتحررات
المؤلف: ماريو توبينو؛ ترجمة ناهد محمد عبدالله
ط: دار شرقيات، 2009
تقييم: 2.5 / 5

الرواية مترجمة عن الإيطالية، هي في المجمل جيدة، لا أكثر، ينقصها شيء ما. الترجمة كانت ملتزمة بدرجة كبيرة (كالراهبات بالرواية) لكن شيء ما جعل الأحداث فاترة بمرور الوقت ولا تنتهي.
الشخصيات هي المحور الأهم في الرواية، أما الأسلوب الأدبي والسردي فكان ضعيف وغير متمكن (ورتابة الأحداث ليست سبب يُعول عليه في هذا الأمر).

اقتباسات من الرواية

هي تعلم جيدًا أنها مجرمة وحقيرة، تتلذذ، تتخيل أي جريمة، وهي جبانة إلى درجة أنها لا تجرؤ على أن تشرع في أي منها، مع أن لديها القدرة الجسمانية على هذا والحليف الأكبر: الجمال الذي مازالت تحتفظ به.
لديها خوف مَرَضيُّ من الواقع. تشعر أنها في أمان فقط في مستشفى الأمراض العقلية حيث إن المريضات غير مسؤولات عن أفعالهن ولديهن الحماية الكافية، وهي تتمتع بدرجة ما من المشاعر.
في الخارج، في ذلك العالم المتحرر المخاوف والإغراءات، يجعلونها تطلب المساعدة والرحمة، ولذلك فهي تتفوه بكلمات قاسية، وتتردد دائمًا بين التهديد بالقتل والخوف من تنفيذه.

*

إن قصتنا في الخمسين عامًا الأولى من القرن الحالي هي عبارة عن حروب، ودسائس، وديكتاتوريات، وتيقُّظ ومخاوف، كانت الحياة غامضة بالنسبة إلينا، وغموضها الأكثر في شدة حيويتها لدرجة تستدعي فيها أكبر القوانين، كنا عبيد النفاق، عبيدًا في الظاهر للأشياء المتعارف عليها، كنا نغذي الحرية بشكل مؤقت بمخصبات للحرية التي كانت تظهر مشابهة للعنف في كل مرة وتُشعرنا بالخوف من الطغيان تمامًا.

*
المرضى العقليون متساوون ظاهريًا، كما في الجحيم كلهم معذبون، ولكن كل واحد منهم يصل إلى ذلك المكان جراء حياته التي عاشها هو بنفسه.

*
بدأ الهذيان يصيب رأس تلك ورأس هذه، من واحدة تعتبر نفسها مريضة إلى أخرى كان عليها أن تقنعها بعكس هذا. بينما كانت الأخت الصغرى تعتقد أنها صادقة وتقول لشقيقتها الكبرى: كل شيء زائف. لا فائدة من أن أطل من النافذة، فالليلة هادئة وليس في هذه المكيدة أي صديق.
وكانت تستمتع كثيرًا وهي تقول: وإذا كان كل شيء حقيقي؟

*
ماذا يعني أن يكون الشخص مجنونًا؟ لماذا يُصاب الشخص بالجنون؟ إنه مرض لا يعلم أحد سببه ولا تطوره ولا لماذا ينتهي ولماذا يستمر. وهذا المرض الذي لا نعلم إذا كان مرضًا أطلقت عليه كبرياؤنا اسم "الجنون".

*
من السهل ان يولد الهذيان لدى ضعاف النفس والعقل، بسبب حب قد منعوا من ممارسته. إن الضعيف عقليًا يستمر في عمله وتسير أيامه بكل ملل، ولا ينشفل به أحد، وكل من يحيطون به متعجرفون ويحكمون على مشاعر ضعيف العقل هذا بأنها خالية من القوة ويجب إهمالها وعدم الاكتراث بها.
لا نريد  أن نعتبر أن المشاعر هي الغموض الأكثر تأثيرًا، تلك المشاعر التي تربطنا بشيء إلهي بطريقة خفية، بإله لم نره قط و ولكننا على يقين بوجوده ونخافه.
يتوجه بسطاء العقل بالحديث إلى الله دون أن يعرفوه، ثم يكونون كالحيوانات المتخمة التي تقبع صامته لكي تفهم وتستوعب.
يتبع بسطاء العقل القوانين الأكثر تواضعًا، أي القوانين البدائية، وإذا سار كل شيء طبقًا للقاعدة فإنهم يبقون هادئين ومجهولين طوال الحياة.
وعندما تعوقهم أيضًا تلك القوانين الفقيرة بعد أن يكونوا قد تحملوها طويلاً، فإنهم يُظهرون هذيانًا تلقائيًا، يودعون بسببه مستشفى الأمراض العقلية. هذه الحقيقة معروفة وتعبر عن شر وعجرفة البشر.
يولد المرضى العقليون في كل بلد، ويأتي لدينا هنا في مستشفى لوكا للأمراض العقلية كثيرون من المنازل الريفية البسيطة، وممن يعملون بالحقل الذين مازال بعضهم يحمل على جلده رائحة الحقل القوية، تملأ الدهشة أعيُن هؤلاء المرضى، لماذا حدث هذا؟ لأننا قد حرمناهم من قوانينهم البدائية. إن كنز هؤلاء المرضى هو بشكل مطلق مجموعة المشاعر، تلك المشاعر التي لم تلوثها الخطيئة ولكنها ممثلة في حبهم لأنفسهم وللآخرين.
إن الضعفاء عقليًا وروحيًا يتحدثون مثل الآخرين، هم فقط غير قادرين على تخيل وتنفيذ الخطيئة بوعي.

*
العزلة
كل شخص حبيس أنانيته وفجوره الوحشي، كل شخص ذئب للآخر، وحدتي التي تخيفني..

*
أحد الأشياء المؤلمة للعقل بالتأكيد عندما يكون الهذيان غير واضح وغير محدد علميًا، ولكن نشعر به مثل قوة وحشية، وكلما تم استئصال هذا الهذيان وجد ظروف الحياة، والخروج من العالم الخفي، أي عالم الأحداث الذي لا يحدث به، أي الأحداث تصبح منطقًا وسببًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق