الثلاثاء، 14 يناير 2014

سأم باريس - بودلير

لم يستغرق معي الأمر وقتًا طويلاً لأُفكر في مدى تقصيري في التواجد هُنا، وفي رغبتي الرئيسة في التمسك بالكتابة المستمرة حول الأشياء، كل شيء وأي شيء، ربما لا يلاحظ احد شيئًا جدي وذِي قيمة، وربما لن يلاحظ أحد، وربما كل شيء بلا جدوى.. لكني أُريد أن اكون هُنا وبقوة.. أريد أن أقف لحظة لأستعيد عقلي ورغبتي في قول أشياء.. مجرد أشياء..

أعارني "سأم باريس" لم أتردد وقرأته بعدها بيوم وانهيته في اليوم الذي يليه، ومرّت الأيام ولم أكتب شيء ولو في رأسي عن بودلير وعن سام باريس، ولماذا كان "سأم باريس".. أردت الاقتباس بشدة لكن تلاحق الأيام كان عائق أمام قلمي الرصاص وأمام عقلي.. أين كنت أنا من كل ما يحدث؟ أين رغبتي في الاستمرار؟ ولماذا رغبتي المستمرة في الانتهاء فقط من اللحظات الحالية..
لا يهم.. سأسرد بعضٌ من سأم بودلير، أو سام باريس حتى أغفو على "الكيبورد" أو حتى يُصاب أحدنا بالـ"سأم"..


"أتعرفين ذلك الداء المحموم الذي يفترسنا في التعاسات الباردة، ذلك الحنين إلى بلد نجهله، عذاب الفضول؟ إنه بلد يشبهك، حيث كل شيء جميل وثري وهادئ ولائق، حيث الحياة عذبة يلذ استنشاقها، حيث الغبطة قرينة للصمت. إلى هناك تحديدًا يجب الذهاب للعيش، إلى هناك تحديدًا يجب الذهاب للموت!
أجل، إلى هناك تحديدًا يجب أن نذهب لكي نستنشق ونحلم ونطيل الساعات بلا نهائية الأحاسيس.. موسيقيّ ألّلف الدعوة إلى الفالس، فمن الذي سوف يؤلف الدعوة إلى السفر، التي يمكن أن تُهدى إلى المرأة المحبوبة، إلى الأخت الأثيرة؟"
*
"كوني إذًا غير مثاليّة، أيتها البائسة حتى أتمكن من حُبك دون ضيق ودون سخط"
*
"ثم طلبوا زجاجات خمر جديدة لكي يقتلوا الوقت الذي يجعل الحياة جد قاسية ولكي يزيدوا سرعة الحياة التي تنساب بهذا البطء الشديد".
*
"يستمد المُتجوّل الوحيد والمتأمل نشوة فريدة من هذا الاجتماع الشامل، من يقترن بالحشد بسهولة يعرف مسرات محمومة، لن يتمتع بها أبدًا الأناني، المقفل كصندوق، الكسول، الحبيس كحيوان رخوي.. إنه يتبنّى جميع المِهن وجميع المسرات وجميع ألوان البؤس التي تعرضها الظروف عليه."